lundi 21 novembre 2011

خاص ـ ملف المفقودين التونسيين في إيطاليا : حقائق مثيرة تكشفها عائلات الحارقين والخارجية


فندت وزارة الخارجية ما جاء على لسان القنصل العام التونسي ببلارمو الدكتور عبد الرحمان بن منصور فيما يخص موضوع مراكب « الحارقين » التونسيين الذين أبحروا خلسة من سواحلنا نحو إيطاليا يوم 29 مارس وقالت ان هذا التصريح لا يلزم إلا السيد بن منصور شخصيا وليس بصفته موظفا ديبلوماسيا.

وقالت وزارة الخارجية في تعقيب أرسلته لـ »الصباح » في إطار تفاعلها مع ملف « الحارقين » التونسيين المفقودين منذ عدة أشهر والرد على تصريحات القنصل العام التونسي ببلارمو: تعقيبا على المقال الصادر بجريدة « الصباح » يوم الجمعة 18 نوفمبر 2011 المتعلق بتصريح السيد عبد الرحمان بن منصور قنصل الجمهورية التونسية ببلارمو بخصوص المهاجرين غير الشرعيين الذين أبحروا إلى السواحل الإيطالية خلال شهر مارس 2011 تود مصالح وزارة الشؤون الخارجية التوضيح بأن هذا التصريح لا يلزم إلا السيد بن منصور شخصيا وليس بصفته موظفا ديبلوماسيا وأن الوزارة لم تتلق إلى حد الآن أيّ مكتوب رسمي من الجهات التونسية المعنية سواء من قبل سفارتنا بروما أو بعثاتنا القنصلية المعتمدة بإيطاليا أو من قبل السلطات الإيطالية المختصة ما يفيد ان الذين غادروا التراب التونسي خلال هذه الفترة غرقوا حسب ما جاء في تصريح القنصل التونسي ببلارمو.

وتؤكد وزارة الشؤون الخارجية انها على اتصال مستمر بالسلطات الرسمية الإيطالية لمدها بكل ما يتوفر لديها من معلومات حول قائمات الأشخاص المفقودين الذين تقدمت عائلاتهم بمطالب لدى مصالحها المختصة للبحث والاسترشاد عنهم، وتواصل وزارة الشؤون الخارجية إيلاء هذا الملف كل ما يستحقه من اهتمام ومتابعة بالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية« .

العائلات مصدومة

إلى ذلك توافد عدد من أفراد عائلات المفقودين على الصحيفة لإبلاغنا باستيائهم من تصريحات القنصل العام التونسي ببلارمو حول مصير رحلات الإبحار خلسة التي انطلقت من السواحل التونسية يوم 29 مارس 2011، في المقابل صادقوا على أقواله حول غرق المركب الذي كان يقل نحو 48 أو 47 « حارقا » يوم 14 مارس والذي لم ينج منه سوى أربعة أو خمسة مشاركين فيما هلك البقية وانتشلت جثثهم.

وقال والد المفقود كريم مباركي أن ما جاء في تصريحات القنصل « مجرد استنتاجات تخصه وحده باعتباره لم يستشهد بأية قرينة مادية تؤيد أقواله في المقابل نحن نملك أدلة وصول عدد من أبنائنا ممن أبحروا خلسة يوم 29 مارس، فلنا تسجيل مصور كانت بثته القناة الإيطالية الخامسة يوم 31 مارس 2011 أي بعد يومين فقط من عملية الإبحار التي شارك فيها ابني وعدد من أجوارنا ويظهر فيه ابني كريم جالسا على أحد جانبي المركب لدى وصوله إلى ميناء لامبدوزا إضافة إلى عدد آخر من الحارقين التونسيين بينهم أبناء حينا وقد تعرفنا عليهم جميعا كما تعرفت عليهم عائلاتهم، إذ كانوا يرتدون نفس الملابس التي غادروا بها بيوتهم وبعضهم يحمل قبعات« .

وتدخلت هنا إحدى الحاضرات لتؤكد أنها شاهدت ابنها في تقرير إخباري مصور على القناة الإيطالية المذكورة بثته لاحقا القناة الوطنية التونسية وبالتالي « فهو لم يغرق بالرغم من أنه أبحر رفقة عدد آخر من الحارقين يوم 29 مارس الفارط، وبالتالي على القنصل تحمل مسؤولياته أمام التصريحات التي أدلى بها والتي صدمتنا، وصدمت خاصة العائلات التي لم تشاهد أبناءها على شاشة التلفزة« .
أبناؤنا « وين » ؟

كل الحاضرين من عائلات المفقودين يطالبون الحكومة المؤقتة ببذل المزيد من المجهودات في إطار البحث عن أبنائهم المفقودين في إيطاليا والإسراع بالتنسيق مع مصالح وزارة الداخلية لإرسال بصماتهم إلى السلطات الإيطالية قصد تأكيد او نفي دخول أبنائهم إلى التراب الإيطالي، تأتي هذه الطلبات فيما أكد القنصل التونسي ببلارمو في حديثه الحصري لـ »الصباح » أن عددا كبيرا من « الحارقين » التونسيين تهربوا من البصمة وأن نحو سبعة آلاف ممن وصلوا خلال هذا العام إلى إيطاليا لا تملك المصالح القنصلية هوياتهم وهو ما قد يصعب الامر في ظل عدم توفر بصمة البعض وإدلاء غالبيتهم بأسماء مستعارة.

إلى ذلك تساءلت إحدى الأمهات: « أبناؤنا وين.. مادامهم وصلوا وريناهم بأعيننا؟ هناك سر كبير وراء ما يحصل ولا بد من إيلاء الموضوع ما يستحقه من أهمية فلم نعد قادرين على مزيد الانتظار.. أصبحنا عاجزين حتى على النوم بسبب الأرق الذي سببته لنا هذه المسألة« .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire